النظام المجتمعیّ فی الإسلام - قراءة تحلیلیّة فی خصائصه ومرتکزاته -

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة

المستخلص

برزت فی واقعنا المعاصر مجموعة من الأسئلة المهمّة التی تواجه الاجتماع البشریّ فیما یرتبط بأسس الأواصر الاجتماعیّة ومرتکزاتها والشروط التی ینبغی أن یتوافر علیها النظام المجتمعیّ الإنسانیّ السلیم، ولا سیّما فی ظلّ الفشل الواقعی للنظام الاجتماعیّ الغربیّ فی تحقیق تطلّعات البشریّة وطموحاتها والارتقاء بها نحو السعادة والکمال.
وإذا کان هناک إمکانات نظریّة عدیدة متاحة لتناول الموضوع، فإنّ المقاربة الدینیّة تبدو الأکثر قوّة وملاءمة؛ لیس للاعتبار المتنامی لدور الدین فی الحیاة العامّة وشدّة تأثیره فی المجال الاجتماعیّ فقط، وإنّما بالنظر کذلک إلى ما تتمیّز به المنظومة المعرفیّة الدینیّة عمومًا، والإسلامیّة خصوصًا، من کفایة تفسیریّة هائلة فی هذا السیاق، مصدرها الرؤیة المعرفیّة الکلّیّة الموسومة بالإطلاق والتکامل، وغنى رصید الاستدلال والاستنباط الذی تتّسم به تجربة التمثّل الاجتماعیّ - نظرًا وعملًا، تصوّرًا وتطبیقًا- فی تاریخ الحضارة الإسلامیّة، وما یتمیّز به النظام الاجتماعی الإسلامیّ عن غیره من الأنظمة الاجتماعیّة الأخرى؛ بالاستناد فی الفهم والتحلیل إلى الوحی الربّانیّ (القرآن والسنّة)، والالتزام العقدی والربط بین التوحید والمجتمعیّة، واستحضار "الأنموذج الإلهیّ"، أثناء مقاربة الواقع الاجتماعیّ الإنسانیّ، فی ضوء مبدأ الاستخلاف، ببعدیه القیمیّ الأخلاقیّ، والجماعیّ الأممیّ، وبناء الرؤیة الاجتماعیّة على "أرضیّة توحیدیّة" تضمن تماسکه، وتمدّه بأسباب القوّة والمناعة، کما تهیّئه لاستیعاب مجمل القیم الخیّرة، والمبادئ الإنسانیّة النبیلة، من تعاون، وتکافل، وإیثار، وتراحم، وما شابهها من تجلّیات التخلّق الإنسانیّ فی أسمى صوره وأرقى مظاهره، بما ینعکس تعارفًا وتعاونًا من جهة، وإعمارًا للمحیط الإنسانیّ عامّه وخاصّه من جهة أخرى.

الكلمات الرئيسية